لا بد أنك سمعت بالمقولة الشهيرة:
حاول أن تتعلم شيئاً واحداً عن كل شيء، وكل شيء عن شيء
توماس هنري هكسلي
في الحقيقة هذه المقولة تمثل الشخص متعدد المهارات في الفريق الذي يتبنى أسلوب الإدارة الرشيقة (أجايل) أو ما يعرف بـ T-shaped. حيث يتميز هذا الشخص بمعرفة عميقة في مجال واحد ومعرفة أقل عمقاً في عدة مجالات أخرى ذات صلة بالعمل الذي يقوم به.
أما الشخص محدود المهارات فهو الشخص الذي يتميز بمعرفة عميقة في مجال واحد فقط ونادراً ما يشارك بأي نشاط خارج اختصاصه أو مجال خبرته، هذا النوع يعرف بـ I-Shaped في أدبيات الإدارة الرشيقة.
أيهما أفضل؟
الفريق الذي يطبق مفاهيم وأساليب الإدارة الرشيقة (أجايل) هو فريق متعدد الاختصاصات، يعمل يومياً نحو هدف واضح
هدفنا الأسمى هو إرضاء العميل عن طريق التسليم المبكر والمتواصل لبرمجيات ذات قيمة
المبدأ الأول في إعلان أجايل
دعني أذكر مثالاً لتوضيح الفكرة.
لنفرض أنه لدينا شخصين يعملان في الفريق:
المطور جميل:
- مطور تطبيقات موبايل
- خبرة 8 سنوات
- تطوير تطبيقات الموبايل أندرويد فقط
- لا يمتلك أي معرفة بآلية عمل فريق الجودة
المطور سليم:
- مطور تطبيقات موبايل
- خبرة 5 سنوات
- تطوير تطبيقات الموبايل أندرويد
- مطلع بشكل بسيط على تطوير تطبيقات الآيفون
- يعمل عن قرب مع فريق الجودة ويدرك طبيعة عملهم بشكل جيد
- يجيد التصميم بشكل بسيط على برامج مختلفة متل فوتوشوب وغيرها بخبرة بسيطة
مما لاشك فيه أن المطور جميل يمتلك خبرة هائلة بمجاله تفوق خبرة المطور سليم في حل العقبات التقنية بل حتى في في إنتاجيته كفرد، لكن ألا ترا معي أن سليم سيكون أقدر على التحاور والتعاون مع فريق الجودة وكذلك المصمم المسؤول عن تصميم الواجهات الخاصة بالتطبيق.
ماذا لوكان خبير التسويق على علم بآليات عمل المخدمات، ألن ينفع هذا الأمر في التعاون بين التقيين و فريق التسويق عند القيام بحملة تسويقية ستسبب في حمل زائد على مخدمات المنتج؟
ماذا لو كان خبير الجودة واختبار المنتج البرمجي على علم بآلية عمل ال DevOps المسؤول عن رفع التعديلات إلى مخدمات المنتج الرئيسية.
ماذا لو كان مسؤول المبيعات أوموظفي الدعم الفني على علم بطريقة كتابة الكود من قبل المبرمجين ألن يسهم ذلك بزيادة التعاون والألفة وتقدير الجهد بين موظفي الشركة
عراقيل تحول دون وجود متعددي المهام
بعض الشركات تقوم بعزل التخصصات ضمن أقسام منفصلة لأهداف تنظيمية طبعاً. ولكن هذا العزل سيصعب من مهمة تكوين فريق أجايل واحد يحوي اختصاصات مختلفة لها هدف واحد كما ذكر سابقاً ضمن إعلان أجايل
العزل بين الأقسام بناء على الاختصاصات سيعزز ثقافة الواجبات والمسؤوليات أكثر من التركيز على مهارات الأفراد والتعاون بينهم لتحقيق الهدف
وستسمع ضمن الفريق جملة مثل :
“أنا أنهيت مهمتي وماتبقى لست مسؤولاً عنه”
بدلاً من أن تسمع جملة
“أنا أنهيت مهمتي وقمت بالتعاون مع القسم الآخر لكي تسهل مهمته ونحصل على نتيجة أفضل”
طريقة مفيدة لزيادة عدد متعددي المهام في الفريق
أعتقد أن هذا الجزء من التدوينة يمس بالدرجة الأولى أصحاب القرار في الفريق لأن اقتراحي يلزم تخصيص بعض الوقت من أفراد الفريق ولا يمكن ذلك بدون موافقة الإدارة وأصحاب القرار.
اقتراحي ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يقوم أفراد الفريق بترتيب محاضرات دورية ضمن الفريق أو الشركة، بهدف شرح آلية عمل كل اختصاص أمام الأفراد الآخرين.
الثاني: أن يتم تبادل الأدوار ضمن الفريق الواحد بشكل محدود لضمان عدم تأثر مسار العمل بشكل عام، كذلك سيتم أداء مهمة محدودة بإشراف الموظف المسؤول عن المهمة.
مثلاً سيقوم مطور تطبيقات الأندرويد بمهمة من مهمات مطور الخلفية بينما سيقوم مطور الخلفية بمهمة مطور تطبيقات الأندرويد.
كذلك سيقوم موظف التسويق باختبار أحد مسارات التطبيق بدلاً من موظف الجودة. وسيحاول موظف الجودة بمتابعة شكوى أحد الزبائن المتصلين على الدعم الفني.
مما لاشك فيه أن الأمر يجب أن يتم بشكل مدروس ومحدود
هذا النشاط سيزيد من الألفة و التعاون وتقدير الجهود بين أفراد الفريق وكذلك سيزيد تدريجياً من متعددي المهام في الفريق وسرعان ما يبدأ الإنجاز الفعلي بالتزايد يوماً بعد يوم.
الملاحظة الأخيرة: آخر نوع من الأفراد يمكن أن تضمه للفريق مضطراً هو الشخص محدود المهام
هل لديك طرق أخرى ؟ أذكرها في التعليقات!