تنبع أهمية تقدير زمن التسليم في المنتجات الرقمية من كونه مفتاح النجاح، وسرّ الفشل الذريع في الوقت عينه لدى جميع شركات التطوير البرمجي.
هل تقدير زمن التسليم في المنتجات الرقمية ممكن؟
ثمة أسئلة مهمّة، تشغل بال كلّ من يعمل في مجال تطوير البرمجيات والمنتجات الرقميّة، من هذه الأسئلة:
- لماذا يصعب الحصول على تقدير زمني دقيق في تطوير المنتجات الرقميّة؟
- هل يمكن الحصول على تقدير زمني دقيق أصلاً؟
- أم أنّ الأمر ضَربْ من المثاليّة والخيال؟
ما أهمية تقدير زمن التسليم في المنتجات الرقمية؟
هذا موضوع أساسي في صلب عمل شركات تطوير البرمجيات، وله تأثير مباشر على جودة العمل في المشروع، ومصداقية الشركة..
فصاحب القرار هنا، سيكون عرضة للمساءلة وربّما اللّوم من الزبون، أو حتى الخضوع لشروط جزائية، عند حصول أي تأخير في عملية التسليم..
كما أنّ سمعة الشركة ستكون على المحكّ، لاسيما عند التفكير في تعاقدات جديدة مع العميل ذاته أو غيره؛ فليس أشدّ أثراً من كلمة عميل سابق في أذن صديقه العميل المحتمل!..
ويتجلّى الأمر أكثر وضوحاً وأبلغ أثراً في حالات المشاريع الكبرى، مع الأخذ بعين الاعتبار تكرار المشكلة في أكثر من مشروع لدى الشركة.
لماذا يحصل الخطأ في تقدير مدة التسليم؟
أغلب الشركات يأخذها الحماس عادةً في بداية المشروع لكسب ثقة العميل، ما يجعلها تعطي وعوداً خلّابة، وتكون الحياة مشرقة وردية والعصافير تزقزق أيضاً..
لكن سرعان ما تتبخّر هذه الوعود عند أول موعد لتسليم المشروع، أو جزء منه!
وغالباً ما ينتهي المشروع -والحال كذلك- متأخّراً زمنيّاً، وفاقداً للجودة المتوقعة من الزبون، فضلاً عن أن الشركة المنفّذة لن تكون راضية عن أدائها أساساً.
على من يقع اللوم؟
الضحيّة الأكبر وراء هذا الأمر هو فريق العمل، فهو الذي وضع التقييم الأوّلي، واتخذ قرار تقدير عدد ساعات العمل التي يستغرقها المشروع..
فضلاً عن احتمالية عالية لتكبّد الفريق أعباء ساعاتِ عملٍ إضافيّة، للتعامل مع مشكلة الخلل في تقدير زمن التسليم..
وبهذا، سيظهر الفريق ككل بمظهر المقصّر، ما يحمّله ضغطاً نفسياً هائلاً، ويؤثر بالضرورة على جودة أدائه في المشروع، بل قد يمتدّ التأثير إلى مشاريع موازية، يعمل عليها في الوقت ذاته..
والآن ستشرع الشركة بقدّها وقديدها، ممثلة بالإدارة أو بأفراد فريق العمل المباشر، سيشرعون لا محالة بالبحث عن حلول بديلة، ووضع جداول زمنية جديدة تغطّي التقصير الحاصل..
ربما يعملون على تقليل الجودة من جهة، واختصار أو تأجيل تسليم بعض المتطلّبات من جهة أخرى..
بالمحصلة سنكون إزاء نهايةِ مشروعٍ متعثّر، ومرهقٍ لجميع الأطراف على السواء:
- إدارة الشركة.
- الزبون.
- وفريق العمل.
كيف نحصل على زمن التسليم الصحيح في المنتجات الرقمية؟
في سلسلة مقالات قادمة، سنغطي 3 موضوعات رئيسة، كما يلي:
- أساليب التقدير المختلفة.
- إيجابيات وسلبيات هذه الأساليب.
وبعد التعرّف على الأساليب، سنجيب على السؤال الآتي:
ما سبب الصعوبة في الحصول على تقدير دقيق لمواعيد تسليم المشاريع الرقميّة؟ ما هو السر الخفيّ داخل جميع هذه المنتجات البرمجيّة، الذي يجعل الأمر صعباً بالفعل؟
- التقدير بأسلوب الإدارة الرشيقة – أجايل (Agile Estimation) هل هو مناسب للجميع؟ هل هو كافٍ للوفاء بسائر التزامات الشركات التقنية، وتسخير الموارد اللازمة لكل مشروع؟ هل هو الحل السحري فعلاً لكل هذه المشكلات؟
إذا استطعنا جذب انتباهك بأمثلة واقعية حتى الآن، فتابع معنا سلسلة مقالاتنا المتخصصة في موضوع تقدير زمن التسليم في المنتجات الرقمية، وشاركنا رأيك في قسم التعليقات أدناه، لنبحث في مشكلات عملية تواجه البرمجيات مطور كل يوم.
لو رغبت المتابعة في السلسة فالمقالة القادمة هي: أسلوب محاكمة الخبير في تقدير زمن التسليم للمنتجات الرقمية