حياتنا بشكل عام قد لا تخلو من التعقيد في بعض الأحيان!
الأمر ذاته ينطبق على ضرورة تبنّي البَسَاطَة أثناء تصنيع المنتج كي نتجنّب تعقيداتٍ قد تعرقل سير عملنا.
ونوفّر مزيداً من الوقت والجهد في سبيل تحقيق النتيجة المطلوبة.
لذلك أشارت أجايل إلى هذه النقطة في مبدأها العاشر الذي جاء في مضمونه:
“البَسَاطَة – فن تقليص الأعمال غير الضرورية – أساسية ”
“Simplicity—the art of maximizing the amount of work not done—is essential”
كنّا قد تحدّثنا في المقال السابق عن المبدأ التاسع، وعن أهميّة الاهتمام المستمر بالتميّز التقني.
وفي هذه السطور سنكمل رحلتنا التي بدأناها؛ للتعرّف على المبدأ العاشر من مبادئ الإدارة الرشيقة ضمن سلسلة مقالاتنا في دليل أجايل.
كيف نفهم ونفسر البَسَاطَة ضمن معايير الإدارة الرشيقة ؟
تحقيق البَسَاطَة في نيل المطلوب بدون تعقيد أثناء تطوير المنتج الرقمي، من إحدى التحديّات التي تواجه الفريق التقني، لاسيما في حال:
- مبالغة الزبون في طلباته المتعلّقة بصناعة منتج رقمي غني بالميزات المعقّدة، مبرراً سعيه في ذلك للتميّز عن غيره.
- سعي المبرمجين لتطبيق، أو استخدام تقنيّات بالغة التطوّر، كالعمل ببنية معمارية معقّدة Architecture)) منذ البداية.
- أو كتابة كود بأفضل طريقة من اليوم الأول؛ لرغبتهم الشخصيّة في استخدام تقنيّة مميّزة، أو تحقيق بنية معماريّة قوية.
هذا ما جعل كلاً من المبادئ البرمجيّة والـ design patterns، يخرجان من كونهما، وسيلة إلى غاية يُطمح لتحقيقها بأفضل صورة.
ما هي المستويات التي تتطلّب اعتماد البَسَاطَة في تطبيقها؟
يمكن اعتماد مبدأ البَسَاطَة في مستويات متعدّدة، من أهمها:
1- المنتج الرقمي
التركيز على القيمة الرئيسة أثناء بناء منتج رقمي، وعدم المبالغة في إضافة الميزات له؛ كي لا تعرقل تطوير المشروع.
على سبيل المثال:
اعتمد محرّك البحث (Google) واجهة بسيطة تُمكّن المستخدم من إجراء بحثه بطريقة سهلة.
- تتمثّل بنقره على لوحة المفاتيح بالموضوع الذي يريد العثور عليه.
- ثم الضغط على Enter حتّى تظهر له جميع النتائج وبشكلٍ احترافي.
فقط!
2- الشيفرة البرمجيّة (code)
يمكن توضيح هذا الجزء بقصة من القصص الطريفة:
نقلاً عن أحد المهندسين، حينما كان في السنة الأولى في كليّة الهندسة، وأثناء التمرّن على اختيار مسارات الطرق في منطقة جبليّة..
حيث قال: ” مرّ بنا قرويّ يتساءل عما نعمل، فشرحنا له.
فقال: نحن في القرى نسير خلف الحمار في الجبال؛ لاختيار مسار الطريق الأفضل.
فبادره أحد الزملاء: ماذا لو لم تجدوا حماراً؟ّ فأتى الجواب: عندها لابد من المهندس!
هذه القصة كشفت عن أهميّة البحث عن الحل البسيط.
عوضاً عن الوقوع بمصيدة (overengineering) ؛ إذ يسقط المبرمج في شباكها أثناء بحثه عن جواب تقنيٍ معقد لمشكلة يمكن حلها بأبسط الطرق.
حب العمل والشغف المستمر يضيفان نوعاً جديداً من التحدي إلى المشكلة التي يواجهها التقنيون والفنيون، مما قد يوقعهم جميعاً -على اختلاف اختصاصاتهم- في هذا الفخ، وهذا لا يتوافق مع مبدأ تبنّي البَسَاطَة.
سبل اعتماد البَسَاطَة على أرض الواقع
يمكن تنفيذ فن تقليص الأعمال غير الضروريّة، عن طريق ممارسات عدّة على هذين المستويين:
– تطوير المنتج الرقمي
يمر تطوير منتج رقمي بسيط بمستويين هما:
1- UX Researcher
هي إحدى الاختصاصات التي تساعد في تطوير منتج رقمي بسيط يناسب حاجة المستخدم.
لاسيما إذا وُجِد في الفريق مختص UX محترف.
يجعل من مدير المنتج شخصاً محظوظاً لامتلاكه في فريقه؛ لأنه يسهم وبشكل كبير في تحقيق النتائج المرجوة من خلال :
- التركيز على قيمة المنتج الحقيقية التي ينتظرها المستخدم، فضلاً عن ميزاته المختلفة.
- وضع الأساسيات-لا غير- ضمن الميزة.
- تخفيف التواصل المفرط بين المنتج والمستخدم.
- جعل المنتج سهل الاستخدام، ولا يتطلّب التفكير.
- اختصار الخُطوات قدر الإمكان؛ لتخفيف التفاعل بين المستخدِم والمُنتَج.
2- ترتيب المتطلّبات حسب الأولويّة prioritization
تظهر أهميتها في كونها تركّز على المتطلبات الهامة التي تجلب القيمة الحقيقية للمنتج، وتجنب غير الضرورية. وهي من وظائف مالك المنتج product owner التي يجري تنفيذها بالتعاون مع فريقه.
– الكود والتطوير التقني
من المعايير التي تساعد على تبنّي البَسَاطَة في البنية التقنيّة، قول Uncle Bob(Rober c martin) :
” البنية التقنيّة الصحيحة، هي التي تساعد على تأجيل القرارات التقنيّة الحاسمة للمستقبل قدر الإمكان”
فعلى سبيل المثال عند كتابة كود لمنتج جديد، يمكن تأجيل كتابة الكود الخاص بالتواصل مع قاعدة البيانات، وتخزينه في الذاكرة.
كان هذا شرحنا عن المبدأ العاشر من مبادئ أجايل، أوضحنا من خلاله أهميّة تبني البَسَاطَة في تطوير المنتج الرقمي، وبهذا نكون قد أنهينا عشرة مبادئ من سلسلتنا هذه، وللعلم بأننا لانزال مستمرين في خوض رحلتنا ضمن سلسة الإدارة الرشيقة.
يسعدنا كثيراً طرح استفساراتك ، تفضّل بمراسلتنا عبر البريد الإلكتروني الخاصّ بنا، أو ترك رأيك في التعليقات أدناه.