أشارت أجايل في مبدأها السادس إلى أهميّة التواصل وجهاً لوجه؛ لفائدته الكبيرة في نقل المعلومات بصورةٍ أكثر دقّة إلى فريق التطوير وأفراده أثناء عمليّة بناء المنتج الرقمي، وهذا ما عبّرت عنه الإدارة الرشيقة في نص هذا المبدأ:
أكثر الطرق فاعليةً وتأثيراً لنقل المعلومات إلى فريق التطوير وأفراده، هي التخاطب وجهاً لوجه”.
“The most efficient and effective method of conveying information to and within a development team is face-to-face conversation.”
في هذا المقال، سيكون بإمكانك التعرّف أكثر على سادس مبدأ من مبادئ أجايل الاثني عشر، عبر سلسلة الإدارة الرشيقة من دليل أجايل في المنتجات الرقميّة.
أبرز مميزات التواصل وجهاً لوجه
يتميز التواصل وجهاً لوجه عن غيره من وسائل التواصل الأخرى- كالتواصل عن طريق الواتساب وسلاك وغيرهما- بمميزات ذات تأثير وفاعلية أكثر، ونقل المعلومات بصورة دقيقة إلى فريق المطورين، أ وفيما بينهم، تتمثل فيما يلي:
- التأثير المباشر بأسلوب الكلام ولغة الجسد ونغمة الصوت(Tone).
- وصف المشكلة وتحديدها بوضوح، وسلاسة استيعابها لتلافي سوء الفهم الناتج عن التواصل غير المباشر.
- الإنجاز في حل المشكلات شيئاً فشيئاً ومنع تراكمها، وبالتالي تخفيف عدد الاجتماعات المفاجئة التي لا داعي لها.
تحديات تعرض لها مبدأ التواصل وجهاً لوجه
رغم بساطة هذا المبدأ، إلا أنّه تعرّض للكثير من التحديّات التي أعاقت تطبيقه على أرض الواقع، لاسيما في ظل فترات الإغلاق العام وانتشار العمل عن بعد، مثل:
اختلاف طبائع وشخصيات العاملين
غالباً ما يُفضّل المطوّر أو المبرمج التعامل مع الأجهزة أكثر من الأشخاص، على عكس الشخصيّات الاجتماعيّة القادرة على التكيّف في بيئة عمل تتواجد بها مساحات مفتوحة ومشتركة، ومن هنا حدثت هذه الثغرة التي تعيق تطبيق هذا المبدأ.
إلا أنّ أجايل تم إنشاؤها من قبل أشخاصٍ تقنيين لا يفضلون الحياة الاجتماعيّة، لكنهم أدركوا فيما بعد مدى أهميّة مهارات التواصل والتخاطب مع البشر(skills)، بعد رحلة عملٍ استمرّت لفترة طويلة قبل أن تتبلور أجايل في سنة 2001 من قبل هؤلاء التقنيين السبعة عشر.
فوضحوا من خلالها أن بناء منتج رقمي هو عمل بشري من الدرجة الأولى، ولا مهرب من التخاطب مع الآخرين أثناء إنشائه، حتّى وإن كان ضمن إطار العمل الحر.
التواصل وجهاً لوجه ليس أكثر الطرق فاعلية دوماً
فلا يمكن القيام بالاجتماعات بشكلٍ عشوائي، بل يجب أن يجري تدريب العاملين على الاجتماع من وقتٍ لآخر، مع وجود منهجيّة عمل معيّنة، تنظّم آليّة التواصل وجهاً لوجه؛ كي يصبح هذا التخاطب أكثر فاعلية.
تحديات العمل عن بعد
يسهل التواصل وجها لوجه عملية التواصل ويجعلها أكثر قرباً وسلاسة في إنجاز الكثير من المهام والأعمال في وقت قياسي ،وبالتالي فهو يقلل من النفقات، ويرشد من الاستهلاك الزائد في إنفاق الأموال في عمليات التواصل التقليدية.
الحلول التطبيقية للتواصل وجهاً لوجه
لتطبيق المبدأ السادس من أجايل بالشكل الأمثل، يجب العمل على بعض الخطوات التي تساعد على مواجهة التحديّات التي تعيق تنفيذه بشكل صحيح، وهي:
الاجتماعات
لا بدّ من القيام بعدّة اجتماعات تتوافق مع المنهجيات الرشيقة، كمنهجيّة سكرم (scrum) التي تتطلّب الاجتماعات التالية:
- اجتماع التخطيط (sprint planning): يتم فيه التخطيط للعمل الذي ينبغي إنجازه بشكل تعاوني من جميع أفراد فريق سكرم.
- الاجتماع اليومي: يتم فيه التخطيط لما سيقوم به الفريق خلال الـ 24 ساعة القادمة.
- اجتماع المراجعة (sprint review): يُعرَض فيه ما تمّ إنجازه لأصحاب القرار؛ لتسجيل ملاحظاتهم وآرائهم والعمل عليها ضمن الدورات القادمة.
- اجتماع التقييم(sprint retrospective) : وهو اجتماع داخلي يناقش الفريق فيه ما تمّ إنجازه سابقاً لتقييم آلية العمل وتطويرها.
إجراءات مفيدة للعمل عن بعد
بما أنّه لا يمكن التواصل في حالة العمل عن بعد إلا عن طريق التطبيقات المختلفة، فينبغي اتخاذ إجراءات تساهم في تعزيز التخاطب حتّى يصبح أكثر فعاليّة، مثل:
- التواصل المرئي وإبقاء الكاميرا مفتوحة، فالاعتماد على الصوت وحده يسبب الضجر وتشتت الانتباه وقلة التركيز.
- من الأفضل تدوين نقاط أساسيّة للاجتماع، والتأكّد من إدراك جميع الحاضرين لها، لكونه أمراً أساسيّاً، ويعزّز من التخاطب عن بعد.
- استخدام وسائل الرسم المختلفة، ومشاركة الشاشة أثناء شرح فكرة معقدة، أو الكتابة على ملفٍ واحد من قبل عدة أشخاص (Co-author).
- تسجيل الاجتماعات الهامّة حتّى لو لم يكن هناك احتمال لمراجعتها، لكنّ التسجيل يجعل من الاجتماع أكثر رسميّة، ويدفع أعضاء الفريق للتركيز في مضمونه بشكلٍ أكبر.
- تنظيم اجتماعات دورية منتظمة.
مراعاة الاختلافات الفردية
أغلب المطورين يفضلون العمل وراء الشاشات عن التواصل المباشر مع الناس، لذا يفضل كثير منها العمل الحر freelancer)) بصورة انفرادية، وهذا الأمر قد لا ينجح ضمن مجموعة الفريق، فتطوير البرمجيات عمل بشري يستلزم التعاون والتفاعل مع البشر باختلاف طبائعهم وأساليبهم وخبراتهم.
ويجب على بيئة العمل أن تراعي اختلاف شخصيات العاملين، فالمساحات المفتوحة والمشتركة تنسجم مع أصحاب الشخصية الأكثر انفتاحاً واجتماعاً (Extrovert).
لكنّها تظلم أصحاب الشخصيات الانطوائية (Introvert)، التي تكون أكثر إبداعاً وإنتاجية في جو من الهدوء والعزلة والخصوصية.
والحل هو توفير الخيارين، والتوسّط وعدم المبالغة في تلبية احتياجات الشخصيات الاجتماعية على حساب الأخرى.
عرضنا لكم في هذا المقال توضيح مفاهيم سادس مبدأ من مبادئ أجايل الاثني عشر، أبرزنا فيها أهمية التواصل وجهاً لوجه في بيئة العمال، وأنت ماذا عنك؟ ماذا تفضل؟ أخبرنا عن رأيك في التعليقات أدناه أو راسلنا على البريد الإلكتروني الخاص بنا.