عادة مايتم المقارنة بين منهجية الشلال و الإدارة الرشيقة بهدف إظهار عيوب منهجية الشلال و الترويج لمحاسن منهجية الإدارة الرشيقة.
في هذه التدوينة سأحاول عرض هذه المقارنة بطريقة مختلفة، حيث تعتبر كلا المنهجيتين مكملة للأخرى.
فكل منهجية لها إيجابياتها وسلبياتها وتختلف حاجتك لها بحسب المشروع. فلا تنافس أو تفضيل بينهما بالمطلق، فقد يلزم المشروع منهجية مختلفة بكل مرحلة من مراحله. أحياناً يكون الحل الصحيح الذي يناسب المشروع هو مزيج بين المنهجيتين
الإدارة المثلى هي التي تتقن عدة منهجيات إدارية، الأمر الذي سيزيد من قدرتها على استخدام المنهجية المناسبة في كل مشروع بحسب حالته.
أحد الفروقات الرئيسية
في الشلال يتم جمع المتطلبات في أول مرحلة وبناء عليها يتم تقييم الزمن والمال اللازم لإنجاز المشروع ثم يبدأ التنفيذ أي أن منهجية الشلال نهج يتحرك بحسب الخطة المعدة مسبقاً وأن تغير الخطة أو المتطلبات فيها أمر مقيد جداً.
أما في منهجية الإدارة الرشيقة يتم البدء من المتطلبات التي تم جمعها مع تقبل أي تغير في المتطلبات بعد البدء بالعمل، كذلك ستعمل على تطوير المنتج بناء على التغذية الراجعة من الزبون وبالتالي نهج الإدارة الرشيقة أكثر تكيفاً مع التغييرات التي قد تطرأ على المشروع
لكن المقارنة السابقة توحي بأن أجايل رائعة ومنهجية الشلال قاصرة وهذه المقارنة تعكس جزء من الحقيقة وبالتالي قد تكون مضللة.
الشلال أم الإدارة الرشيقة (أجايل) أم المزج بينهما، أيهما أفضل في مشروعي؟
النقطة الرئيسة:
عندما يكون مستوى عدم التيقين في المشروع منخفض نسبياً وعندما تكون المتطلبات واضحة جداً يجب أن نستخدم النهج التقليدي، فمثلاً لو كنا نقوم بتنفيذ مشروع مكرر قمنا بالقيام به من قبل أكثر من مرة لأكثر من زبون فمن غير المنطقي أن نستخدم الإدارة الرشيقة. كعملية التصنيع التي تنتج فيها المنتجات بشكل مكرر.
والسبب أن المشروع أصبح يتسم بأنه متوقع ولايحوي أي مفاجآت (Predictable).
بينما لوكان المشروع على مستوى عالي من عدم التيقن مثل المشاريع الريادية ومشاريع البحث العلمي، التي تحوي الكثير من المتغيرات والمفاجآت في مسيرتها، هنا يلزم نهج مبني على التجربة و المحاولة لا على الخطة المحكمة والمعدة مسبقاً ومن غير المجدي استخدام منهجية الشلال بهذه الحالة.
والسبب أن المشروع يحوي الكثير من المفاجآت وعدم التيقن الشديد (extreme uncertainty and unknowns)
عودة على مثال التصنيع، هذه المصانع ستقوم باتباع منهجية مرنة كالإدارة الرشيقة في قسم البحث العلمي والتطوير على المنتج، بينما ستستخدم منهجية الشلال في تصنيع المنتج لأنها تريد أن تضمن أن المنتج يصنع بنفس الجودة والمواصفات في كل وحدة أو عبوة.
نقطة ثانية :
عندما تكون معرفة الزمن والتكلفة الكلية في المشروع شرطاً في الاتفاق مع الزبون، ستواجه معضلة مع تبني الإدارة الرشيقة، فهذا الأمر يتعارض مع طبيعتها، كيف يمكن التنبؤ بالزمن الكلي أو التكلفة للمشروع في الوقت الذي يتم قبول أي تغيير أثناء تنفيذ المشروع!
عندها أحد الحلول هو هيكلة الاتفاق مع الزبون بطريقة تتوافق مع أجايل كالعقود الرشيقة (Agile Contracts).
قد يكون أحد الحلول هو تبني منهجية هجينة. حيث يتم استخدام الإدارة الرشيقة على مستوى تطوير المنتج. ويتم استخدام إدارة أعلى تشمل كامل نطاق المشروع والتكاليف والجدولة الزمنية.
سيكون هناك خطة معدة وسيتم دراسة التكاليف والجدولة الزمنية. ولكن ستكون الخطة ديناميكية وسيتم تعديلها عند اللزوم بناء على ما يتم تطويره.
الخلاصة:
- تطبيق المنهجية الإدارية هي وسيلة وليست غاية.
- مهما كان اسم المنهجية الإدارية المتبعة يجب أن تتوافق مع طبيعة المشروع وظروفه الداخلية والخارجية
- يمكن تعديل أو تغيير المنهجية بحسب تغيير ظروف المشروع
- للمشاريع ذات المخاطرة العالية من عدم التيقن استخدم منهجية مرنة تتبنى اسلوب التجريب و الملاحظة والتعديل
- للمشاريع المتوقعة استخدم منهجية ذات خطة معدة مسبقاً وقم بتنفيذ المشروع بمراحل متتابعة حتى إنهاء المشروع